رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

هل أصيب إردوغان بالعمى الفرعوني؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

حين تشبث الرئيس التونسي (زين العابدين بن علي) بآخر قشَّة للنجاة، وقال في خطابه الأخير: (أنا فهمتكم)، رد عليه الشعب الذي أراد الحياة بالعبارة الموجعة الشهيرة: (هْرِمْنا)!! وترجمتها الفصحى: من لم يفهم شعبه طيلة (23) عاما من الحكم المطلق هل يمكن أن تنقشع الغشاوة عن عينيه فجأة؟ لقد بدا الرئيس حينها كفرعون موسى حين أدركه الغرق فقال: (آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)!! فكان رد الواحد القهار قوله تعالى: (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)؟؟ ومن هنا جاء (الطابع بأمر الله) بمصطلح (العمى الفرعوني)؛ تفسيرا لتهافت الزعماء العرب تباعا، من الرئيس المهيب (صدام حسين)؛ الذي أخرجته القوات الأمريكية من حفرة في مزرعة مهجورة، وحلقت رأسه ولحيته على مرأى ومسمع من جميع الفراعنة!! وقد بدا أذكاهم حينها الرئيس اليمني (علي عبدالله صالح) بتصريحه الشهير : (شَنِحْلِقْ لأنفسنا قبل ما يحلقوا لنا)!! ولكن (العمى الفرعوني) تمكن منه، فلم يتعظ من التفجير الذي نجا منه بمعجزة سماوية، ولم يحفظ لدول الخليج إنقاذه من محاكمة (صدَّامية) كان الشعب اليمني يطالب بها! و.. يا ترى أنتَ فين يا (عفاش) الآن؟! ولكن التاريخ اليوم يشهد بأن أذكاهم فعلا هو (زين العابدين) إذ نجا بنفسه، وجنَّب تونس ـ بهربه ـ بحرا من الدماء البريئة! ثم يأتي بعده الرئيس المتنحي بكامل إرادته (محمد حسني مبارك)؛ الذي لم ينس له كثير من المصريين وطنيته وشجاعته في حرب أكتوبر (1973)؛ رغم محاكمته المهينة في بداية ربيع (الهياط) العربي! وقد ارتفعت الأصوات برد الاعتبار له وتكريمه؛ على اعتبار أن قرار التنحي لا يقل وطنية عن قيادته سلاح الطيران، في ملحمة العبور المصرية! وهو ما شجع بعض الأصوات التونسية على المطالبة بالعفو عن (زين العابدين)؛ تقديرا لنظافة يده من دم الثورة على الأقل؛ لا سيما بعد إعلان الفيلسوف الحقيقي، والسياسي الداهية (راشد الغنوشي): الفشل الذريع لما عرف بـ(الإسلام السياسي)! والغنوشي ـ كما قلنا في مقالة بعنوان (العلمانية هي الحل!!) ـ هو المرجع (الراشد) للإخوانية التركية، التي حلقت بجناحي (العدالة والتنمية)! ولكن السلطان (أتاتورك الثاني) يحقق ـ بإعلانه الطوارئ ـ أجندة العسكر، المنحدرة بلا (فرامل)، في نفق الفراعنة العرب!! نقلا عن مكة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up